نفسه العالية الشريفة في تدبير البدن وتحريك القوى الطبيعية والنفسانية مضاه لفعل تلك المدبرات العقلية في تحريكات تلك الطبائع الجسمانية إلى أماكنها المخصوصة عند الخروج عنها وتسكيناتها في تلك الاحياز عند الوقوع فيها وكذلك في سائر أفاعيلها المخصوصة من تسخين النار وتبريد الماء وتغذيه الأشجار ونشؤها وتوليدها للأمثال وما يجرى مجرى هذه الأفعال الصادرة عن الطبائع المؤدية إلى الخيرات العظيمة والمنافع الكلية فكما ان الانسان إذا ساعده التوفيق يتدرج من أدنى القوى وأغراضها إلى اشرف القوى على الترتيب الطبيعي حيث إذا استوفى كمال كل قوه أدنى بلغ به إلى الفوز بنيل كمال آخر لقوه أعلى وهكذا يترقى من قوه إلى قوه ومن غرض إلى غرض حتى ينتهى إلى الجوهر العقلي الإلهي الذي فاز بنيل الغرض الكلى والسرور العلوي والبهجة العظمى لإحاطته باجزاء العالم ومباديها وغاياتها علما وعملا على حسب طاقته فهكذا حال العالم الكبير (1)
(١٧٠)