فقال بعضهم السماء أفضل لأنها معبد الملائكة وما فيها بقعه عصى الله فيها لان أهلها معصومون عن الخطاء والعصيان ولما اتى أبونا آدم بتلك المعصية اهبط من الجنة وقال تعالى لا يسكن في جواري من عصاني وقال وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون وقال تبارك الذي جعل في السماء بروج وغير ذلك من الآيات الدالة على تعظيمها وتعظيم ما فيها وقال آخرون الأرض أفضل لأنه تعالى وصف بقاعا بالبركة قال تعالى ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وقال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله وقال مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها والمراد بها الشام ووصف جمله الأرض بالبركة وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فان قيل واي بركه في المفاوز المهلكة قلنا إنها مساكن خلق لا يعلمهم الا الله فلهذه البركات قال وفي الأرض آيات للموقنين.
والتحقيق ان زينه السماء بالكواكب وزينه الكواكب بالملائكة الروحانيين وزينه الأرض بالصور والنفوس الحيوانية وزينتها بالأرواح الانسية (1) المستخدمة إياها وزينتهم بالمعارف الإلهية التي شاركوا بها الملائكة المقربين وظاهر السماء اشرف من ظاهر الأرض وباطنهما بالعكس لان الغاية اشرف العلل كما مر ومن منافع الأرض انها