ضروريات الافتراش ان يكون سطحا مستويا بل يسهل الافتراش على سطح الكره إذا عظم جرمها وتباعدت أطرافها ولكن لا يتم الافتراش ولا المشي عليها ما لم تكن ساكنه في حيزها الطبيعي وهو وسط الأفلاك واليه الإشارة بقوله تعالى الله الذي جعل لكم الأرض قرارا لان الثقال بالطبع تميل إلى تحت كما أن الخفاف تميل بالطبع إلى فوق والفوق من جميع الجوانب ما يلي السماء والتحت ما يلي المركز.
ومنها ما به من الله علينا وهو ان لم يجعلها في غاية الصلابة كالحديد والحجر لكي تنفصل عنها مادة الأغذية ويتأتى حفر الابار واجراء الأنهار ولا في غاية اللين والانغمار كالماء ليسهل النوم والمشي عليها وأمكنت الزراعة واتخاذ الأبنية منها.
ومنها ان لم تخلق في نهاية اللطافة والشفيف ليستقر عليها الأنوار ويتسخن منها فيمكن جوازها.
ومنها ان جعلها بارزه بعضها من الماء مع أن طبعها الغوص فيه لتصلح التعيشنا وتعيش ما يحتاج اليه من الحيوانات البرية عليها وسبب انكشاف ما يبرز منها وهو قريب من الرابع (1) ان جعلها الله بواسطة هبوب الرياح وجرى الأنهار وتموج البحار غير صحيحه الاستدارة بل جعلها والماء الذي يجاورها بحيث إذا انجذب الماء بطبعه إلى المواضع الغائرة والمنخفضة منها بقي شئ منها مكشوفا وصار مجموع الماء و الأرض بمنزله كره واحده يدل على ذلك فيما بين الخافقتين تقدم طلوع الكواكب وغروبها للمشرقيين على طلوعها وغروبها للمغربيين وفيما بين الشمال والجنوب از دياد ارتفاع القطب الظاهر للواغلين في الشمال وبالعكس (2) للواغلين في الجنوب