لا يمكنه التعدي منه إلى غيره فيكون ناقص الجبلة لقصوره عن فعل الخيرات الكثيرة والجواب ان ذات كل ملك متصل (1) بذات ما هو اشرف منه على وجه يقوم به ويحيى بروحه لكن لا على وجه التركيب والتمزيج الذين في الأجسام وكل منهم وحداني الذات وحداني الفعل وان صدر عنه أنواع كثيره من الافعال لان كثرتها على الترتيب الصدوري على وجه يكون بعضها تحت بعض على نسق ونظام لا يتغير أصلا وقد علمت أن الترتيب يجعل الكثير واحدا فيرتقى الافعال منهم إلى فعل واحد يتشعب منه الأثر وكذا الذوات ترجع كثرتها إلى ذات واحده تتحد بها الذوات وكل ملك من الملائكة حي عليم بحياة الملك الذي هو دونه وتحت امره وتسخيره وعلمه لا كأعضائنا التي لا شعور لها بذاتها ولا بما يصدر عنها وانما نسبه الملائكة إلى من هي تحت امره وطاعته كنسبه قوانا الادراكية إلى الروح العقلي منا حسبما بيناه من أن كلا من الحواس وصورها الحاضرة عند النفس حيه بحياة النفس ومع ذلك لكل حس منها شان غير شان الحس الآخرة ولا اختلاط بينها ولا تشويش لأنها من الجنبة العالية والجهات الفاعلية لا القابلية كالأعضاء وما في حكمها.
(١٣١)