متصرفة للغذاء بالهضم والإحاطة إلى شبيه جوهر المغتذى ولما لم يمكن حصول الحيوانات والنباتات على كمالها المقداري أول مره كيف أودع فيها قوه نامية موجبه لزيادة أقطار المغتذى في الجوانب على نسبه مضبوطة تليق بها.
ثم ابتهج يا عارف واذكر رحمه ربك وتزمزم في عشق جماله بالتسبيح والتهليل بان القسمة (1) لما أوجبت باقيات بالشخص وباقيات لا بالشخص كيف تمم جود الواهب الحق نقصان الديمومة العددية باعطاء الديمومة النوعية فأوفى لكل منهما قسطه من الوجود ونصيبه من الدوام فصار العالم الطبيعي منتظما بصنفي الثبات والبقاء فانظر في أحوال ما لا يحصل غالبا من النبات والحيوان الا بالتوالد كيف استبقى نوع ما وجب فساد شخصه بقوة مولده مودعه في أعضاء التوليد قاطعه لفضله من مادة هي مبدء الشخص الاخر.
ثم انظر كيف خلق لمن كانت افعاله بالاختيار لا بالطبيعة والاضطرار شهوة الغذاء ولذة الوقاع كالأجير الذي لا يفعل فعله الا بالأجرة فهذه الشهوة التي تكون لقوى نفس الحيوان لصدور هذه الأفاعيل التي يتوقف عليها بقاء الشخص والنوع من هذه الأبدان بمنزله الأجرة للأجير والجعالة والرشوة للخدم والأعوان كيلا يقع الذهول والاعراض عن ايقاع هذه الاغراض.
ثم انظر كيف رتب للغاذية خوادم من قوى اربع جاذبه تاتيها بما يتصرف فيه وهاضمة محلله للغذاء معده إياها لتصرف الغاذية وماسكة لحفظها مده لتصرف المتصرف فيها بالإحالة والطبخ ودافعه لما لا يقبل المشابهة.
ثم انظر كيف رتب للحيوان لكونه اشرف من النبات قوى أخرى من مدركه ومحركة لان نفسه دراكه مختاره في حركاتها البدنية والنفسانية وزاد البدن الانساني لكون مزاجه اشرف كلمه روحانية إذا أطاعت امر ربها وكلمت بالعلم والعمل صعدت إلى عالم الملكوت وقربت من مبدأها بقطع علائق الناسوت وشابهت الملاء الاعلى وأهل عالم الجبروت