ونحن قد أحيينا رسوم المتقدمين في القول بهذا المذهب وتقويمه وذببنا عنه بقمع الشبه ورفع الشكوك بتوفيق العزيز الحكيم كما سبق وآخر هذه العقول الزواهر هو رب طلسم الأرض وبه يقع كدبانوئيه الأرض على مصطلح حكماء الفرس في كل ما وردت في هذا العالم من صور الأنواع المركبة وعند انتهاء سلسله العقول في النزول يبتدى سلسله النفوس من نفس أقصى الأفلاك وهو الفلك المحيط بعالم السماوات ثم نفس اشرف الكواكب وبعدها نفس كل كوكب كوكب وفلك فلك إلى نفس أدون الأفلاك و هو السماء الدنيا وبعد طبقتها طبقه الصور الفلكية والنجومية على أفضل ما يمكن في وجود كل منها وأفضل ترتيب يقع بينها لان ترتيبها ظل ترتيب العقول كما أن صوره كل منها مثال العقل الذي بحذائها على وجه لا يعتريها فتور ولا قصور ولا اعياء ولا لغوب واجرامها أفضل الاجرام واشكالها أفضل الاشكال وحركاتها أفضل الحركات.
اما الأولى فلبساطتها وبساطه كيفيتها الملموسة ومع بساطتها فان فيها جميع الكيفيات المحسوسة على وجه الطف وأصفى وألذ ففي تلك الكيفية الواحدة جميع الطعوم اللذيذة والروائح الطيبة والألوان الحسنة والنغمات المبهجة.
واما الثانية فلأنها كريه الاشكال وقد بين في موضعه أفضلية الشكل الكرى على سائر الاشكال.
واما الثالثة فلان حركاتها عشقية شوقية ومحركاتها عشاق إلهية وملائكة عقلية وأخرى نفسية فتحريك الأولين تحريك غائي وهو تحريك محرك غير متحرك كتحريك المعشوق للعاشق وتحريك المعلم بل ماهية العلم للمتعلم وتحريك الثواني تحريك فاعلي من فاعل مباشر للفعل بأشواق متجددة كتحريك الشوق للمشتاق وتحريك الفكر للمتفكر وتحريك العلم الحادث للمتعلم وكل من هذه التحريكات تحريك محرك متحرك.
وبالجملة حركاتها أفضل الحركات لان حركاتها عباده إلهية ونسك عقلية يزعجهم الشوق إلى الله والوجد والكل من هذه الاشخاص معشوق عقلي يخصه ومحرك خاص