على وجه الأرض إذ كل ما يحدث في عالم الكون فيجب عن سبب إذ الشئ ما لم يجب لم يوجد ويرتقي سلسله الأسباب إلى مبدء واحد يتسبب عنه الأشياء على كيفية علمه بها وحكمته وعنايته فليس في الوجود شئ مناف لطبيعة علله وأسبابه المرتقية إلى الواحد الحق إذا المعلول يناسب علته بل فيض منها فالحركات المتنافرة بحسب الظاهر متوافقة منتظمة بالقياس إلى جمله النظام ووجود الإصبع الزائد على جبله هذا الانسان طبيعي في جبله العالم وكذا كل عمر فهو عمر طبيعي (1) بالقياس إلى الكل وان لم يكن طبيعيا على الاطلاق ولو تيسر لك ان تعلم كل شئ بأسبابه وعلله بان تخرج بعقلك من هذه الهاوية المظلمة مهاجرا إلى الله وملكوته وتشاهد عالم الأفلاك وعجائب الترتيب فيها ثم تعرج إلى الملكوت الاعلى لترى عجائب القدرة فيه وتعرف المبدء الأول حق معرفته ثم تسافر بالحق من الحق إلى الخلق فتعرف
(١١٢)