الأليم.
يا أصحابنا ما أجل قوله في وصف عباد الرحمن: (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) فإن هذا هو الاخلاص بالعبادة وفيه السلامة من الرياء الذي يسري في العبادة كدبيب النمل فإن بعض الناس لا تخطر المراءاة للناس في باله عند عبادته ولكنه ينشط للعبادة بين الناس ويكسل إذا خلا بنفسه. وهذا من داء الرياء الكامن. وأين هؤلاء من عباد الرحمن الذين يغتنمون الخلوات وظلام الليل فينهضون بالنشاط والاقبال إلى عبادة الله.
ما أشرف هذا التعليم المحيي للروح.
إقرأ يا شيخ:
الشيخ: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) (1).
القس: يا حبذا هذا التعليم الفائق في نظام المعاش وإعانة النوع ونظم أمر العيال ووضع الانفاق مواضعه حسبما تقتضيه الحاجة ومواقع الحكمة.
وإنه يقول إن هؤلاء الكاملين ينفقون ويكون إنفاقهم مستقيما على الحكمة لا يميل به التقتير إلى التقصير واتباع رذيلة البخل والاخلال بواجبات النوع. ولا يميل به الإسراف إلى عبث السفه المؤدي إلى القصور عن الواجبات. وإلى ارتكاب الممنوعات. وإلى عادة تقلق على بني النوع نظام معيشتهم.
إقرأ يا شيخ.
الشيخ: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس