الأوس والخزرج فوجدوهم على أقبح الغدر. حتى صار بعضهم يغير على بيوت المدينة ومجامع العيالات.
غزوة بني قريضة وحينما انكسرت قريش وانحل جيش الأحزاب عطف محمد وأصحابه على الغدرة بني قريضة فحاصروهم فجعل بنو قريضة حكمهم إلى سعد بن معاذ رئيس الخزرج لأنهم كانوا حلفائه قبل الاسلام وظنوا أن سعيدا يتساهل معهم فوافقهم محمد على ذلك ولم يصمم على حربهم. فحكم سعد بقتلهم فنفذ حكمه في الغادرين.
ولو أنهم اختاروا الجلاء إلى حيث يؤمن غدرهم لسمح لهم (محمد) كما سمع لبني قينقاع وبني النضير ولو شفع فيهم سعد لتركهم له. فإن المعلوم من حال (محمد) أنه كان يحب السلم وصلاحة البشر والعفو إذا أمن من فساده. ولم ينصبغ العفو بصبغة الضعف والوهن.
حرب بني المصطلق وفي السنة الخامسة أو السادسة صار بنو المصطلق يستعدون لحرب (محمد) فغزاهم وظفر بهم.
صلح الحديبية وفي ذي القعدة من سنة ست قصد مكة للحج والطواف بالبيت ومعه من أصحابه نحو سبعمائة رجل.
وقدموا ذبائح العبادة سبعين بعيرا جعلوا عليهم علائم الهدي لكعبتهم ورسوم العبادة ولكي يطمئن أهل مكة بالسلم، فصده أهل مكة واستعدوا لحربه وطلبوا رجوعه، فسمح لهم بما طلبوا وتساهل معهم