قضبان المغناطيس واللوالب والبراغي ولفات من شريط النحاس وصفائح من الحديث اللين. وبطاريات بكؤوسها ومزيجها ومفاتيح وقوابل ورواقم وألواحا معدنية وأعمدة وشريطا وغير ذلك من الأدوات اللازمة. ووجدنا أيضا فونغرافا يعرفنا بكلامه كيف نتكلم بالتلفون وكيف نتخابر بالتلغراف.
وكيف نركبهما من أجزائهما وكيف نصلح خللهما. ووجدنا كراسي على كرسي منها عدة نسخ كتب فيها مسائل أصول الهندسة والحساب بخط جيد وإتقان فائق في ترتيبها وأشكالها متساوية الوضع والكتابة والأشكال.
وعلى كرسي آخر عدة نسخ كذلك كتب فيها مسائل الهيئة الجديدة وأشكالها.
وعلى كرسي آخر عدة نسخ كذلك كتب فيها الفلسفة الطبيعية بأبوابها وأشكالها.
وعلى كرسي آخر عدة نسخ كذلك كتب فيها علم الكيمياء بأبوابه ورسوم أعماله.
وعلى كرسي آخر عدة نسخ كذلك كتب فيها علم التشريح وفوائد الأعضاء وأشكال التشريح لكل جزء من أجزاء الحيوان منفردا ومجتمعا بماله من التشعب والانعطاف والاستقامة والاندغام والهيئة وشرح ذلك بالإشارات والبيان الكافي فهل يسمح الوجدان أن تتوهم أو تحتمل أن هذا كله من فعل الطبيعة البكماء بالصدفة العمياء حصل من مجرد حركة الجواهر الفردة وتجمعها على مرور الدهور.
فصار مدينة عامرة وبيوتا ومعامل وأمكنة وتلفونا وتلغرافا وفونغرافا وأدواتها وكتبا متعددة على ما وصفناه.
حصل هذا كله من دون صنع صانع ولا توسط شعور ولا قصد غاية.