وجعل لها في صدرها ثفنة تعتمد عليها عند النهوض وتسهل تحريك يديها للقيام وتقي عظام صدرها من ضغط الحمل وثقل ارتجاجه. وراعت الحكمة طول أعناقها فجعلت تركيبها عموديا لكي تخف وتعين بخطرانها على المشي، وجعلت أخفافها عريضة لينة مراعاة لعلوها وكبر جثتها وثقل أحمالها.
وقد استلفت القرآن الكريم أنظار الناس إلى التبصر بعجائب هذا الحيوان المألوف وما في خلقته من أنواع الحكمة التي تتساهل بها الألفة فقال تعالى في سورة الغاشية المكية في الآية السابعة عشر (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) فيعرفوا من درس خلقتها مواقع الحكمة. وأكد الحجة بقوله تعالى في آية 18: (وإلى السماء كيف رفعت) سواء قالوا بأنها طبقات شفافة تتضمن الكواكب النيرة من سيارة وثابتة أو أن المراد منها أجرام الكواكب القائمة في مراكزها والسائرة في مداراتها على هذا النظام العجيب (وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت) (1) هذه الأشياء التي هي نصب أعينهم ألا ينظرون إلى خلقتها وثباتها على مواقع حكمتها وغايات إيجادها.
وانظر إلى (الكونغو) أو (الكانكور) الحيوانات الكيس.
كيف قد راعت الحكمة والرأفة ضعف أولادها حيث يولدون على الحالة الجنينية بحيث لا تتحمل الآثار الخارجية والحر والبرد فجعلت للأم من جلدها كيسا في أسفل بطنها تحضن أولادها فيه في حال ضعفهم فهم فيه ورؤوسهم إلى ناحية أثدائها يرتضعون وهم في مهد تربيتهم أو الرحم الثاني إلى أن ينالوا القوة.
وانظر إلى السمك الرعاد وعجيب خلقته التي تنادي أيها الناس تنبهوا واكتشفوا من هذا الخلق العجيب جهاز التلغراف، الجهاز الكهربائي الذي يشابهه الجهاز الكلفاني، حتى قيل إن بعضهم عد في