نرى الكثير من هذه السيطرات بعيدا عن الحقيقة. مشوه التعاليم وهذا لا يهون.
يا شيخ فإن دعانا العلم والوجدان إلى الاعتراف بالإلهية صدتنا هذه العقبات..
ولا تحسب أني ممن يصده تكميل الشريعة الإلهية وتعليمها الروحي وزجرها عن فلتات الشهوانية ونقائص البشرية المهددة للكمال والأدب والمدنية والاجتماع والمستقبل الصالح للانسان.
الشيخ: هذا الكلام عجيب غريب منك ومن أمثالك.
فإنا نقول لك:
(أولا): إذا قادك العلم والوجدان إلى الاعتراف بوجود الموجود فهل يسوغ لك في شرف الشعور والأدب أن تجحد وجوده لأنك لا تعرف حقيقته من أجل قصورك عن إدراكها؟ إنك إذا رأيت شيئا تقصر عيناك عن تمييز حقيقته فهل يسوغ لك أن تقول لا وجود لهذا الشئ. إنك لا تعرف حقيقة النفس للحيوان ولا مائز العقل للانسان فهل يسمح لك الشعور بأن تقول ليس للحيوان نفس يمتاز بها عن الحجر وليس للانسان عقل يمتار به عن سائر الحيوان.
فعليك أيها الدكتور أن تتبع العلم وحجته ودلالة الوجدان إلى حيث يوصلانك وتقف حيث يقفان.
وثانيا. إن اختلاف الناس وتيه كثير منهم في أمر الإلهية هو عادة جارية للجهل المركب الذي يقتحم على كل حقيقة.
فهل يسوغ إنكار الحقائق لأجل اختلاف الناس فيها وضلالهم عن سبيلها في متاهات الجهل والقصور.
هل يوجد في الحس ما هو أجلى وأظهر من النور. أفلا تدري باختلاف الطبيعيين فيه حيث قال بعضهم: إنه مادة وذرات تنتشر من