من الروايات. ولم يلتفتوا إلى قوله تعالى: (يحرفون الكلم عن مواضعه) وقوله تعالى في الآية الحادية والتسعين من سورة الأنعام:
(قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا) فإن القرآن يبين أن اليهود يبدون من التوراة ما يوافق أهواءهم ويظهرونه على القراطيس ويخفون كثيرا...
التوراة فيها حكم الله عمانوئيل: يا شيخ إن القرآن يقول في الآية الثالثة والأربعين من سورة المائدة. (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك) فالقرآن يصرح بأن التوراة التي عند اليهود في عصر نبيكم فيها حكم الله.
الشيخ: نعم إن الذي يسميه اليهود توراة فيه شئ من أحكام الله التي جاءت في التوراة الحقيقية.
والقرآن ينص في الآية التاسعة والأربعين من سورة المائدة أن الحكم المشار إليه وهو قصاص النفس بالنفس مما نزل في التوراة الحقيقية وكتب على بني إسرائيل وها هو موجود في العدد العشرين من الفصل التاسع عشر من التثنية.
ولم ينص القرآن على أن الكتاب الموجود عند اليهود في ذلك العصر هو كتاب الله الحقيقي المتكفل بأحكام الله في شريعة موسى. بل سماه التوراة لأن اسم ذلك الكتاب عند اليهود توراة فجاراهم في التسمية لكي يجادلهم بالتي هي أحسن.
وعلى هذا النحو من المجاراة بالتسمية جاء قوله تعالى في الآية السابعة والخمسين بعد المائة من سورة الأعراف: (الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل) يشير بذلك إلى ما في الفصل الثامن عشر من التثنية كما مر في الجزء الأول في