غير النهاية رغما على بداهة العلم في بطلانه وخصوص حجتك المذكورة صحيفة 69 و 70.
كرامة القرآن في حجته وتوبيخه وقد احتج الله على المتغافلين عن خالق العالم فقال جل شأنه في الآية الخامسة والثلاثين والسادسة والثلاثين من سورة الطور المكية (أم خلقوا من غير شئ) يخلقهم ويوجدهم بعد عدمهم.
هل يمكن في الشعور أن يقولوا بذلك (أم) يقولون إنهم (هم الخالقون) لأنفسم هلى يتحملون شناعة هذا القول (أم) يقولون إنهم (خلقوا السماوات والأرض) هذا العالم الكبير هل خلقوه وهم عدم وقبل وجودهم؟
إذن يا صاحبي لا محيص للعلم وشرف الشعور والانسانية عن الانتهاء بالتعليل لفاعلية الايجاد إلى الفاعل الأزلي ولا يمكن وصفه بالأزلية إلا أن تعترف له بوجوب الوجود والاستغناء في نفسه عن الموجود. ولا نقدر أن نصفه بوجوب الوجود ما لم نعترف له بلوازم وجوب الوجود ونلتزم بها.
وما لم تنزه ذاته المقدسة عن منافيات وجوب الوجود. وقد أسلفنا دلالة الفطرة وحكم الشعور والوجدان السليم على أن هذا الواجب الموجد للعلم لا بد من أن يكون عالما قد أوجد موجداته لأجل غاياتها التي يعلمها ويقدرها بعلمه قبل وجودها كما رسمناه من صحيفة 101 إلى 133 وستسمع بعون الله دلالة العلم والوجدان على أن موجد العالم لا يمكن إلا أن يكون موجدا بإرادته وعلمه بالمراد. وهذا التكرار الملخص تذكار لما تقدم.
وتأسيس للكلام في مطلوبك من الجري في الكلام على المعارف الإلهية.