الذكور لا فائدة فيها أصلا فلماذا لم يقولوا إنها من أجزاء الحيوان الزائدة كما قالوه في غيرها. وكيف جزموا بأنها أثرية.
ومن ذا الذي وماذا الذي أعلمهم بانحصار فائدة الاثداء في الارضاع؟ ألا. وإنا نجد لها في أثداء الانسان مظاهر تدل على أن لها مداخلة كبيرة في بقاء الفرد والنوع.
منها: أنها تعصر من الأطفال الذكور والإناث في أيام ولادتهم فيخرج منها سائل كثير يشبه ماء العنب. وهذا يدل على أن غدتها تمتص إفرازات كثيرة لكي تعمل فيها أعمالا حيوية..
ومنها: أنها تتهيج في ذكور الانسان عند بلوغهم وابتداء نشوء المادة المنوية فتكبر الغدة ويلوح التغير على لون الحلمة والهالة ثم تتراجع عن تهيجها تدريجا بعد ما يأخذ مني الذكر بالانفراز بالاحتلام أو الجماع.
وهذا يدل على مداخلة كبيرة للاثداد في مادة التناسل وإنها من جهازه.
ومما يدل على ذلك أيضا ما عرف من حال المخصيين في طفوليتهم حيث ذكر جملة منهم أنهم وصلوا إلى سن البلوغ وتجاوزوه ولم تظهر هذه المظاهر على أثدائهم من التهيج وغيره.
ومما يدل أيضا على ارتباط الثدي بجهاز التناسل والولادة أن الأنثى إذا لم يظهر ثدياها على مقتضى الطريقة العادية تكون عقيما لا تلد.
وفي ما ذكرناه كفاية. بل قيل إن بعض الذكور قطعت أثدائهم بعمليات جراحية فانقطع نسلهم. فهل أنت يا شيخ تأتينا بمثل هذه الحجج في دعاويك.
الآلات الحجرية الصوانية الشيخ: وأيضا قد وجدت في الحفريات في طبقات الأرض قطع