بقاء المتحرك في الأمكنة التي تحول عنها.
وأما تبدل الأكوان وانعدام الحركة السابقة فهو مفروض كلامك في الإدارة القوية السريعة. ومع ذلك فإنك كأنك لم تسمع اتفاق العلم والوجدان من المتقدمين والمتأخرين على أن هذه الدائرة وهمية لا وجود لها ولا حقيقة.
فالمتقدمون عللوا خيال هذه الدائرة ووهمها بوجود الحس المشترك الذي يحفظ خيال المحسوس بعد زواله عن آلة حسه.
والمتأخرون عللوه بأن الصورة التي ترتسم على الطبقة الشبكية في العين لا تزول عن الشبكة بزوال الشبح بل تبقى نحو عشر الثانية.
هذا كله هين ولكن يا رمزي لم تضطهد العلم وتشوه جمال التعليل.
هل سمعت قائلا يقول ليس للجدار سبب إلا الجدار نفسه. ليس للشئ سبب إلا الشئ نفسه. ليس للضحك سبب إلا الضحك نفسه؟؟
لا، لا تزعج العلم وأهله بمثل هذا الكلام. قل هذا الشئ الحادث لا علة له واسترح من حيث تعب أهل العلم.
رمزي: هذا الكلام الذي قلته رأيته في الكتب المطبوعة للماديين.
عمانوئيل. أقول لمن كتب هذا الكلام كما قلت لك.
لا يوقف بالتعليل إلا على واجب الوجود الدكتور: يا شيخ ما هو الوجه الثاني المانع من الوقوف بالتعليل على الجواهر والأثير.
الشيخ. هل يمكن أن نقف بالتعليل موقفا علميا على شئ نفرضه محتاجا في وجوده إلى علة.