التدريجي وقد يكون أسرع بواسطة التزاوج.
وربما تكون تأثيرات بعض البلاد تتبدل في البلاد الأخرى إلى تأثيراتها في نحو جيلين. فقد شاهدنا رجالا مع نسائهم من بلاد سنتها علو مقدم الرأس على الجبهة وتثليث الرأس وهم على تلك السنة قد انتقلوا إلى بلاد سنتها استدارة الرأس واعتدال وضع مقدمه على الجبهة فأخذ نسلهم في هذه البلاد يتحسن بحيث يزيد الولد الثاني على الولد الأول في التحسن حتى صار الجيل الثاني على سنة هذه البلاد. وشاهدنا العكس أيضا.
ومن المعلوم أن للأقاليم تأثيرا تمتاز به في الألوان فإنه لا يوجد في خيل بلاد العرب ما نصفه مثل أبيض خالص البياض والباقي أحمر أو أشقر أو أسود كما يوجد بكثرة في بلاد الترك.
القس. ويقول داروين في أصل الأنواع حسبما هو مذكور في تعريبه ص 60 إن الدواجن الحالية قد وجدت صورها في بعض النقوش المصرية القديمة وما عمر من البقاع حول بحيرات سويسرا وإن هذه الصور لا تكاد تختلف مع تولداتها الحالية اختلافا ما. إنتهى كلامه.
وهذا الأمر كما يدل على قدم المدنية واقتناء الدواجن الأهلية فكذلك يكون من أقوى الأدلة على أن النوع لا تغير الأدوار الطويلة والتربية صفاته النوعية بالانتخاب الموهوم.
نعم قد يقتضي التزاوج وبعض العوارض أن تتغير بعض صفاته تغيرا ما.
ولكن بالتمادي على الاستقامة أو زوال العوارض يرده إلى صفاته الأصلية ناموس الوراثة النوعية بتقدير الله للتناسل فقد شاهدنا من تزاوج الحمام الأبيض والحمام الأحمر أن النسل الأول قد يخرج ملونا.
ولكن النسل الذي يحصل بتولدات متعددة ترده الوراثة إلى لون واحد من أصوله.