مستقلا).
يا سيدي إذا قلنا إن الأنواع خلقت خلقا مستقلا على طبائع تجري على نواميسها في مواليدها فهل يتعذر على العلماء درس طبايعها وعوارضها وما يلائمها وما يضرها وما يصلحها فلا يفقه العلماء لها معنى ولا يكشفون عن أمرها بدرسهم غطاء؟ إذن فكيف درس العلماء طبايع الأحياء وأعضائها ودونوا طبها وطبيعياتها قبل مذهب داروين.
وهل قلب مذهب داروين نظرياتهم السابقة إلى طب داروني وطبيعيات دارونية قد بنى فقهها وكشف غطائها على ارتباط الأحياء بالتسلسل من نوع واحد. متى كان ذلك.
أليس كل ما في العلم من طب وطبيعيات إنما هو من درس أولئك السلف من الأساتذة الذين لم يخطر مذهب داروين ببالهم. وعلى أساسهم بني الخلف وترقى في اكتشافاته.
أم يريد داروين أن التشابهات لا يفهم لها معنى بالخلق المستقل للأنواع.
فهل يمتنع حصول التشابهات في الخلق المستقل. وهل بالقول بتسلسل الأنواع الموهوم زاد فقها بالتشابهات وكشفا لغطائها وفاق به القائلين بالخلق الخصوصي سواء كانوا إلهيين أو ماديين؟
داروين والتنازع في البقاء لحفظ الصفوف العالية اليعازر: ومما يجعلونه في احتجاجهم على تسلسل الأنواع وتحولاتها مسألة حفظ الصفوف العالية في التنازع في البقاء وارتباط هذه بمسألة الانتخاب الطبيعي وقد أشبع داروين فيها الكلام.
عمانوئيل: يا سيدي وهل ذكر في ذلك إلا ما هو السنة الجارية في الكائنات الحية من أن بعض الحيوانات يتغذى ببعض.