رمزي: قل كلمتك يا عمانوئيل.
عمانوئيل: كلمتي تنحل إلى سؤالات.
الأول: قد وقعت التجربة الدائمة على أن المسافرين في البحر من البصرة إلى مكة في أواخر الربيع وأوائل الصيف يصبحون ساعات كثيرة من أتقن أصنافها مؤقتة على الساعات العربية. وكل يوم يسيرون فيه تختلف ساعاتهم على ميزان واحد فينطبق عقرب الساعات على الثانية عشرة في العربية بعد الغروب ويزداد هذا التأخر شيئا فشيئا على ميزان واحد إلى عدن ثم يأخذ هذا التأخر بالنقص الموزون شيئا فشيئا إلى حين وصولهم مكة ثم ينعكس الأمر عند رجوعهم. وبعكس هذا كله يكون إذا ساروا في أواخر الخريف وأوائل الشتاء فما هو المنشأ (1) في ذلك.
السؤال الثاني: إن الليل والنهار متساويان في خط الاستواء كل واحد منهما اثنتي عشرة ساعة. ولكما بعد البلد عن خط الاستواء أخذ ليله ونهاره بالاختلاف بالزيادة والنقصان وتبلغ الزيادة بالتدريج في أطول الأيام والليالي في عرض 8 درجات و 34 دقيقة نصف ساعة وفي عرض 16 درجة و 44 دقيقة نصف ساعة أخرى ثم تتدرج الزيادة إلى أن تبلغ في عرض 66 درجة و 32 دقيقة اثنتي عشرة ساعة ثم إذا زاد ثمانية وعشرين دقيقة أقل من نصف الدرجة تكون الزيادة خمسمائة وثمانية وعشرين ساعة. فما هو الوجه العلمي (2) في هذا التفاوت الفاحش في