زدنا يا شيخ من هذه الحكم الروحية والآداب المدنية والاجتماعية والتعاليم السامية.
الشيخ: فقرأت من سورة المعارج المكية في صفات السعداء وأخلاقهم الفاضلة (الذين هم على صلاتهم دائمون) (1).
القس: يريد أنهم يصلونها عن رغبة في الطاعة ومعرفة بعظمة المعبود وشوق إلى شرف مناجاته. لم تكن صلاتهم عن تكلف فيقطعها الكسل ولا عن رياء فيهملونها في الخلوات.
الشيخ: (والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم) (2) القس: يعني أن إعانتهم لذوي الحاجة من الناس لم تكن بتكلف تابع للسوانح الوقتية من دواعي الهوى والخجل والرياء فتكون اتفاقية تابعة لهذه السوانح إذا غلبت على الحرص والبخل.
بل جعلوا في أموالهم لإعانة المحتاجين حقا معلوما حسب فرض الشريعة وفرض رحمتهم لا ينقصه الشح يعينون به السائل ومن حرمه الناس من المعروف لأجل عفته وعدم سؤاله.
الشيخ: (والذين يصدقون بيوم الدين * والذين هم من عذاب ربهم مشفقون) (3) القس: هؤلاء الذين نركن النفس إلى كمالهم باطمئنان فإن الانسان في هذه الدنيا لا يكمل له كرم الأخلاق في السر والعلن إلا إذا كانت نفسه دائمة الشوق إلى رفعة ونعيم عظيم باق تستحقر دونه زخارف الدنيا الفانية وأئمة الرهبة من عذاب تهون دونه مصاعب الدنيا المنقضية وشدائد محالفات الهوى والغضب وحب السمعة. وإن المصدق بيوم