مثلنا الشيخ (محمد علي) عن ناحية القرآن والاسلام عمانوئيل: يا شيخ إنكم معاشر المسلمين تقولون إن التوراة الموجودة محرفة بحيث سقطت عن الاعتبار.
مح أن قرآنكم الذي تؤمنون بأنه كلام الله يصدقها ويعتبرها كتابا إلهيا نبويا فماذا تقول؟
الشيخ: يا أصحابنا إن بيان الحق في هذا الموضوع ربما يصعب عليكم فهل تسامحونني فيما أقوله:
القس. يا شيخ قرآنكم يقول: (وجادلهم بالتي هي أحسن) (1) ويقول في مقام آخر: (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) (2) وإذا تأدبت بآداب القرآن فلا عليك إذا اغتاظ المتعصب.
بل قل ما عندك من الحق فلعلك تصادف نفسا كريمة وقلبا نقيا.
الشيخ. لا يخفى على من نظر في القرآن بنظر حر أنه جرى بكرامة منهجه على حقيقة الحكمة واللطف في الدعوة إلى حقيقة التوحيد وشريعة العدل والمدنية اللذين هما المقصود الأصلي والمطلب الأساسي.
فسلك في أمرهما أحسن مسلك في الحجة فلم يهاجم في الأمور الثانوية العرضية بصراحة تثير العصبية فتكون معثرة في سبيل المقصود الأصلي وروح الاصلاح مهما أمكن البيان لأولي العقول بنحو جميل.
وليس من حكمة الدعوة لأهل الكتاب أن يجاهرهم بالصراحة بأن كتبهم التي بأيديهم قد كثر فيها التحريف والتبديل والكفر الوثني والخرافات الكثيرة والتناقض الظاهر.
إذ لا يخفى أن المجاهرة بذلك تهيج داء العصبية المهلك وتنفر عن الاقبال إلى الإيمان الصحيح وتصرف عن الاصغاء إلى بيان الحق.