سيرة محمد في دفاعه وقد كانت حروبه الدفاعية محدودة بالحدود الصالحة فيما قبلها وما بعدها.
وكانت محدودة فيما قبلها بالدعوة إلى التوحيد الحقيقي ومدنية العدل.
والكف عن عوائد الظلم والوحشية ثم بالدعوة إلى الصلح وحفظ السلام، والمعاهد والهدنة، ومحدودة في آخرها بقبول للعدو لدعوة التوحيد والعدل، أو طلبه للصلح أو الهدنة.
وقد كان (محمد) في جميع ذلك يشدد النهي عن قتل النساء والأطفال والمشائخ العاجزين والرهبان المعتزلين. وكان يجمع بين الرحمة وحقوق أصحابه المجاهدين فيسمح برحمته بكل ما يسمح به أصحابه من السبي والغنائم، ويرعى للأسير الشريف حرمة شرفه، ويطيب قلوب الأسرى بلسانه وقرآنه، ويوصي أصحابه بهم ويرغبهم في عتقهم حتى إن العتق في شريعته من العبادات الواجبة في بعض المواضيع.
هذا ملخص سيرة (محمد) في دعوة الاسلام.
يا والدي ولا بد من أنك عرفت من تاريخ العرب المدون، وحالهم الموروث الذي نشاهده أنهم أمة حرب وتحزب وشدة طغيان وتعصب وقد كانوا في عصر الدعوة الإسلامية قبائل فوضى لا تصدهم عن طغيانهم وظلمهم سلطة سياسة ولا قانون حكومة.
بل كانت كل فرقة تدافع عن نفسها بنفسها. فليس من الممكن في العادة أن تستقيم بينهم دعوة صالحة تضاد عبادتهم وعوائدهم وترفض وثنيتهم وأوثانهم وتهدد تحزبهم الوحشي وفوضويتهم وعصبية رياستهم العدوانية وتلوي أعناقهم إلى الخضوع إلى عدل المدينة وناموس السلام