ما لم تكن تلك الدعوة معتزة بقوة دفاعية.
دعوة المسيح يا والدي ألا ترى أن دعوة المسيح في بني إسرائيل لم يكن فيها ما يبهضهم في أصول ديانتهم وعباداتهم وناموس شريعتهم.
بل كان أساس دعوته هو الحث على لزوم التوحيد وحق العمل بالشريعة وحفظ وصايا التوراة، والتعليم بمكارم الأخلاق وحسن العدل.
وهذا مما يرتاح له نوع بني إسرائيل، ولم يكن في دعوة المسيح إلا أنها كانت تتعرض لرياء الكهنة والكتبة وجبروتهم في الرياسة الدينية، وأكلهم الدنيا باسم الدين وهذا أيضا مما ترتاح إليه نفوس العامة.
ولكن لمحض ذلك قامت قيامة الكهنة والكتبة وأنصارهم، وجرى من أعمالهم مع المسيح والمؤمنين به ما تسمعه من التاريخ والأناجيل من أنواع الاضطهاد مع أن قدرتهم كانت محدودة بالسياسة الرومانية لا يستطيعون أن يعملوا شيئا إلا بالمحاكمة والتطبيق على قوانين السياسة بالاستعانة بالكذب وشهادة الزور وبذلك صالوا على المسيح والذين من بعده من أصحابه.
فكيف حال الدعوة الإسلامية التي سمعت حالها مع العرب والوثنيين المتوحشين الذين شرحنا لك حالهم. فهل يمكن في العادة أن تستقيم بدون دفاع؟ وهل يصح في حكمة الاصلاح الديني والاجتماعي أن لا تعتز هذه الدعوة بالدفاع؟ وهل يجوز أن تسلم أمرها بالوهن إلى التلاشي بعدوان أضدادها.
استعداد المسيح للدفاع بالسيف يا سيدي إن الأناجيل قد ذكرت وهن التلاميذ وضعفهم عن الصبر