واجب الوجود خالق الكائنات بقدرته وإرادته الشيخ. الواجب الوجود الذي هو في منتهى ما يتصور من البساطة والوحدة إذا كان يعلل الموجودات بالخلق والإرادة لا بالتعليل الطبيعي فهل تقول بأنه يلزم أن يكون معلوله ومخلوقه بالإرادة واحدا مثله وبسيطا مثله.
الدكتور: لا. لا يلزم بل يجوز أن يخلق الكثير المتعدد والمركب.
الشيخ. إذن فإنا نقول بما هو الحق المعقول من أن الواجب يوجد جميع الكائنات بالخلق والقدرة والإرادة، وإن دعوى الواسطة في الخلق بين الله والكائنات غير معقولة. ومن أدلتنا على ذلك نفس ما ذكرته أنت ههنا من الردود على دعاوى الفلاسفة في أن الواجب يعلل بذاته تعليلا طبيعيا وفي افتراضات العقول وتوسطها في التعليل وافتراض العقل العاشر الذي يسمونه العقل الفعال - فإنا نقول إنه لا بد من تعليل الكائنات بواجب الوجود.
ولو كان تعليله لها طبيعيا بنفس ذاته لا إراديا للزم ما ذكرته أنت من المستحيلات ومخالفات المعقول.
إذن فلا بد من أن يكون تعليل الواجب إنما هو الخلق والقدرة والإرادة.
فإن التعليل لا يخلو من أن يكون على أحد الوجهين. ومن بطلان كون تعليل الواجب طبيعيا نعلم أن تعليله إنما هو بالقدرة والإرادة وإنه خالق جميع الكائنات بقدرته وإرادته.
فسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين