بطلان فرض التسلسل والدور الدكتور: هل يمكن أن يدخلوا في هذه السلسلة ما يفرضونه عدما ولا شئ ولا موجود؟ وهل يمكن أن يدخلوا فيها ما لا يفرضونه موجودا.
الشيخ: لا. لا يمكن لأن ذلك يؤدي إلى التناقض الباطل بمبادئ الفطرة وبداهة الوجدان وكيف ينظمون سلسلة الموجودات من عدم ولا شئ بل لا بد أن يفرضوها مما يفرضونه شيئا وموجودا.
وإن محل الفرض هو تسلسل الموجودات الحادثة التي ليس فيها موجود أزلي.
الدكتور: فالفكر الذي هو يفرض هذه السلسلة ويصور حلقاتها في معمل تصوره لا بد من أن يحد أجزاءها المفروضة بحد الوجود والحدوث لأن مبنى فرضه على ذلك ومختص به.
الشيخ: لا بد من ذلك فإن الفكر في فرض هذه السلسلة قد عزل عنها المعدوم وأزلي الوجود فتمحضت أجزاؤها للموجودات الحادثة مهما بلغت من التسلسل.
الدكتور: يا شيخ ويا أصحابنا إذن ففرض التسلسل إلى غير حد ولا نهاية باطل في نفسه وبحسب فرضه فإن الفكر إذا حد أجزاء السلسلة بالحدوث فلا بد من أن يلتفت إلى أن السلسلة مهما بلغت فهي محدودة بالعدم اللازم لحدوث أجزائها وإن ضاعفها بكثرة ما يفرضه أول مرة فإنه يلتفت إلى أن فرض التسلسل مستلزم لبطلانه.
وببيان آخران الفكر إن أدخل الموجود الأزلي في هذه السلسلة فقد انتهت إلى الأزلي وإن أدخل العدم فقد انقطعت بالعدم وإن أخذ الموجودات الحادثة فإنه إن عجز في ترتيب فرض السلسلة عن تكرار فرض الموجود الحادث وتصوره فقد انقطعت بذلك العجز وإن لم يعجز فإنه يلتفت إلى أنه مهما فرض من الموجودات الحادثة بسعة إحاطته فإن