منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).
القس: أيها الساخر إن لم تكن لك تقوى تصدك ولا شرف يردعك فاترك السخرية حذرا من أن يكون من تسخر به خيرا منك عند الله وعند الناس فتجلب الهزء والفضيحة على نفسك.
أيها العائبون للخلق لا تنبهوا الناس على عيوبكم فلا تلمزوا الناس بالعيب ولا تذكروهم بألقاب السوء.
الشيخ: الحجرات الآية 12 (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم).
القس: لا ينهى عن ظن الخير الذي تحسن به الروابط وتتأكد به علائق الألفة ويصفو به الاجتماع ولكنه ينهى عن ظن السوء المؤسس للبغضاء والنفرة والمثير للشر.
فإن بعض الظن إثم وخطأ وظلم للبرئ وسبب للتهجم بالبغضاء والأذى. وإن التجسس مثار الفساد ومنبع الشر والفتن ومقلق لنظم الاجتماع ومكدر لصفائه.
وإن الغيبة شر ما يغرس البغضاء، ويقدح بالشرف ويخدش العواطف ويكشف عن رذيلة المغتاب إذ يغفل عن عيوب نفسه ويذكر عيوب الناس.
أفلا تنظرون إلى هذا المثل الفائق في المطابقة في التنفير والتوبيخ والاحتجاج إذ يقول أيها المغتاب إن الذي تغتابه أخوك وإن عرضه أمانة عندك. وهو في غيابه كالميت لا يقدر أن يحمي شرفه وعرضه من لسانك.
فلماذا تملأ فمك من غيبته، وتنهش عرضه بأنياب كلامك أو لست تكره أن تأكل لحم أخيك الميت.