العديمي العلم والشعور والذين لا بضاعة لهم ولا حجة إلا تبسم الاستهزاء وقولهم أين صانع العالم العليم الحكيم هل هو في آسيا أو أورپا أو إفريقيا أو أميركا وفي أي بلد هو إنا لا نراه بأعيننا ولا نلمسه بأيدينا ولا نسمع له صوتا.
ألا تقول لهم قولوا ما هي الطبيعة، وأين هي، ولا نطالبكم ببيان وجودها الحقيقي الفعال في الموجودات وإعطائها الوجود الأصيل الحقيقي، أين رأيتم الجواهر الفردة؟ ولا نعارضكم بامتناع فرضها.
كيف رأيتم مدارتها، وإلى أي جهة كانت تدور.
وما هو مقدار حركتها في السرعة؟
أين عصفت عليكم زوابع الأثير.
وأين رأيتم الأثير وكيف وجدتموه. لا نطالبكم بهذه الافتراضات الموهومة.
ولكن هل رأت أبصاركم أو سمعت آذانكم أو لمست أيديكم أشياء لا شك في وجودها وتحققها.
منها هذا الشعور والادراك الذي يمتاز به الحيوان ويفتخر بكماله الانسان.
ومنها هذه النفوس التي هي ملكة الأبدان وسلطان الحياة والشعور وعروس الوجود. هل أحسستم بها بحواسكم؟ ومنها روح الحقيقة ومظهر النعمة ولباس الزينة ومنشأ انتزاع الطبيعة وهو ذات الوجود الذي تزينت به الموجودات العالمية وتحققت حقائقها وأزهر ببهجته العالم.
هل يرى أحد ذات الوجود أو يحس به بحواسه؟
لا تقل نعم.
فإنك إنما تحس الموجود المحسوس لا بذات الوجود. أين الحواس من إدراكه؟