ممن له غرض فاسد وليس له شرف أو حياء رادع.
اليعازر: الموجد وغيره يخبرنا بأن ما أوجده أوجده عن إرادة وعلم بالغاية وقصد لها.
فلا يكون الميزان هو ما ذكره غبطة القس وعمانوئيل.
القس: نقول لك.
أولا. إن جميع البشر يعلمون من الأشياء والمصنوعات الموجدة لأجل الغايات أن موجدها أوجدها بعلمه وحكمته لأجل غاياتها من دون أن يخبرهم أحد بذلك كما في الآلات الصوانية المذكورة وغيرها مع أنهم لم يروا موجدها ولم يخبرهم أحد سمع من موجدها مع أن العقلاء على يقين لا يشوبه شك بأنها أوجدها موجدها لأجل غاياتها.
وثانيا: بأي ميزان تميزان هذا المخبر الذي تذكره قد تكلم بخبره عن شعور وإرادة التفهيم وقصد للغاية. ولم يتكلم عن هذيان ومرض دماغي عرض له إذن فكيف يحصل لك العلم بقصده للتفهيم والاعلام من كلامه.
أوليس لأنك تجد كلامه منتظم التركيب مرتبطا بالغاية؟ وبعد ذلك يبقى في أخباره لك احتمال كذبه فمن أين يحصل لك اليقين؟!
يا اليعازر، ليس لك في اليقين بمعرفة قصد الموجد للغاية وعلمه بها إلا ما ذكرناه من الميزان والطريق - فعليك به - تكن من المهتدين.
مقدمات احتجاج القرآن على وجود الخالق العليم الشيخ: احفظوا لي أنت والعقلاء مثل هذا من العلم اليقين بحسب الفطرة السليمة والوجدان الحر على الميزان والطريق المذكور وإني أجعله: