وهي متساوية في مهب النسيم وإشراق الشمس وتأمل في حكمة اختلافها في الأوضاع والخواص والطعوم واللذات.
إحتجاج القرآن الكريم وقد جمع القرآن الاحتجاج بهذا كله في سورة الرعد المكية في الآية الثالثة والآية الرابعة بقوله تعالى: (وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) في خصائص هذا الكون وآثاره فيعرفون دلائل القدرة وآثار الحكمة (وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضه على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) لزوم تعليل الحادث وآيات قصد الغايات.
وقد أوضع القرآن ما بلغه سير العلم بعد جهد جهيد من أن كل ثمرات التوالد ونتاج التوليد الذي يبقى به النوع من الحيوان والنبات جعل فيها ذكورة وأنوثة زوجين اثنين للتلقيح وأثمار النتاج.
وأنظر إلى ما يبث في الدنيا من دابة. وتأمل في عجائب الخلق فيها ومواقع الحكمة.
وانظر أقلا إلى الإبل وتسخيرها لمنافع الانسان في المفاوز المعطشة والمسافات البعيدة، تصبر على العطش وتقنع بالحطب، وانظر إلى الحكمة كيف راعت أحوالها مع الأحمال الثقيلة ونظرت إلى جسر ظهرها الطويل، وضعفه عن معاناة الحمل الثقيل وصدمه ارتجاجات الأحمال وزياد ثقلها عندما تنهض للقيام وعندما تبرك.
فجعل لها السنام لكي تكون كيفية تحميلها على نحو يتوجه فيه الثقل من الأحمال وارتجاجاتها إلى قوائم يديها ورجليها. فتكون قوائمها هي الدعائم المقاومة للثقل الكثير.