يا عمانوئيل إذا أعرضنا عن كل شئ فإن هذه الرواية في جامع البخاري تكون حجة على البيضاوي والرازي وابن تيمية والعلماء والفقهاء الذين قالوا: بأن التحريف بالتأويل.
يا عمانوئيل هل بعد ما وجدناه وذكرناه من مخالفات المعقول.
الباهضة في جلال الله وقدس أنبيائه ورسله ومن الاختلاف والتناقض تريد أن تحتج علي وعلى جامعة المسلمين وعلمائهم ومحققيهم بنقل الغريب ابن العجيب عن البيضاي وابن تيمية وجماعة يفسرون بالرأي.
عمانوئيل: يا شيخ إنك تدري بما كتبناه وطبعناه في الجزء الأول من هذا الكتاب عند دراستنا في التوراة والإنجيل بحيث كشفنا للعيان والوجدان أن أكثر الموجود في العهدين لا تعقل نسبته إلى وحي الله لأنبيائه وأن القسم الباقي لا نقدر أن نجد له سندا يوصله إلى الأنبياء والوحي.
ولكني الآن أحب أن أعرف الوجه فيما ينقل عن البيضاوي وابن تيمية وبعض المسلمين من دعوى كون التحريف بالتأويل. وكيف يذهبون إلى ذلك.
الشيخ. يا عمانوئيل هل يخفى عليك أن كتب العهدين كانت مخفية بسيطرة علماء الدين منكم ومن اليهود مستورة حتى على عامة اليهود والنصارى ولم تظهر وتنتشر باللسان العربي والفارسي إلا قبل قرن أو قرنين بعناية الپروتستنت وإصلاحهم ولم يكن لها أثر في بلاد الاسلام في زمان هؤلاء الذين ينقل عنهم الغريب ابن العجيب ولم يكن لهم نصيب من معرفة أمرها إلا السماع باسمها.
فلم يكونوا يدرون بما فيها من كثرة مخالفة المعقول والقرآن والاختلاف الكثير والتناقض الكبير حسبما شرحناه فكان يخيل لهم أنها بريئة من ذلك فأخذتهم الشبهات إلى القول بالتحريف في التأويل وحجبتهم عن التبصر بما ذكرناه من رواية البخاري عن ابن عباس وغيرها