الخاصة به فيبطل كونها أجزاء لا تتجزأ من كل وجه بل تكون مركبة محتاجة إلى فاعل يؤلف أجزاءها. وينتقل الكلام في التعليل إلى ذلك الفاعل فإن كان فاعلا بطبيعته لزم أن يكون مركبا أيضا يعلل جزء منه جزء الجواهر الذي تشترك به في الجوهرية ويعلل جز منه مميزات الجواهر بعضها عن بعض. فينتقل الكلام في تعليل هذا.
وهكذا وإن كان ذلك الفاعل فاعلا بإرادته انتقل الكلام في التعليل إليه وعلى كل حال لا يصح الوقوف على الجواهر الفردة في التعليل.
الدكتور: كيف قالوا بأن للجواهر حركات مختلفة الوضع والمحل، وقوى مختلفة.
الشيخ. المعروف عن ديمقراط أن الجواهر الفردة لها بنظر بعضها إلى بعض حركة دائرة وحركة اصطدام مستقيمة. وعن (لوسيبوس) أنها تتحرك في الفراغ منذ الأزل والأشياء تظهر وتخفى بحسب ما تجتمع وتنفصل. وعن (إبيقورس) أن الجواهر متحركة دائما في الخلاء الذي لا نهاية له بانحراف بعضها على موازاة بعفر بحيث تصطدم وتحدث حركة لولبية مخروطية كحركة الزوابع فتؤدي إلى تراكيب عديدة وصور متنوعة ومتغيرة.
فيلزم من قول لوسيبوس وابيقورس أن تكون حركة الجواهر مختلفة الوضع لأن الحركة لو كانت واحدة في الجهة والسرعة لما اصطدمت الجواهر أبدا.
هذا زيادة على كون الحركات مختلفة المحل والمسرى بحيث لا بد من تعليل اختلافها باختلاف مميزات الجواهر بعضها عن بعض.
وقال (بخنر) أما حركة الجواهر عندنا فمن تضاد قوتي الجذب والدفع الذين نعتبرهما غريزتين في الجواهر.
فنقول: إن أراد أن في واحد منها قوة الجذب وفي الآخر قوة الدفع لزمه تركب الجواهر المذكورة من جزء تشترك به الجواهر في الجوهرية