المراد منه إنا أتبع لأستاذنا كما لا يخفي على المتدبر، ثم لو سلمنا حمل الولاية في الآية والمثال على ما ذكروه لكن لا نسلم جواز حمل الخبر عليهما لاختلاف التأليف المقتضي لاختلاف المعنى، فإن الأولى في الآية مسند إلى التابعين وإبراهيم متعلق الولاية فجاز أن يكون المعنى إن أقرب الناس لإبراهيم المتبعون له، وفي المثال كذلك وفي الخبر الولاية مسنده إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا يجوز أن يكون أراد النبي (صلى الله عليه وآله) من كنت تابعا لامتناع ذلك، وعلى ما قالوه يكون المعنى هكذا نعم لو قال (صلى الله عليه وآله وسلم) من كان مولاي فهو مولى علي لجاز حمله على ما قالوه على ما فيه من القول الذي مر فتبين من هذا أن حمل الخبر على ما في الآية مستحيل وليس ذلك بخفي على من له معرفة بعلم العربية ولا على مثل القوشجي ولكن يلجئهم ضيق المسلك إلى ترك ما يعلمون، والله المسدد لمن طلب السداد.
الرابع: (1) تسليم أنه الأولى بالأمر لكن في المئال بعد الثلاثة لا بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا يدل على بطلان إمامة الثلاثة ونحن نقول بذلك ونقر بأنه رابع الأئمة والجواب أن نقول لهم إذا قررتم بأن معنى " من كنت مولاه فعلي مولاه " من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه فلا بد لكم من التزام أحد أمرين لا محيص لكم عن اختيار واحد منهما، إما أن تحكموا على المتقدمين عليه بأنهم من المؤمنين الذين كان النبي (صلى الله عليه وآله) أولى منهم بأنفسهم في اعتقادهم أو بأنهم ليسوا منهم فإن أجبتم بالأول فلازمه أن يكون علي (عليه السلام) أولى بهم من أنفسهم بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، لأن من كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه على جهة