منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع) - الشيخ علي البحراني - الصفحة ٤٤٢
ومنه: مخالفته النبي (صلى الله عليه وآله) في حكم البلاد المفتوحة عنوة وتفصيل ذلك مذكور في كتب المطاعن وكل ذلك برأيه.
ومنه: مخالفته النبي (صلى الله عليه وآله) في تحريم المتعتين (1) وإسقاطه من الآذان حي على خير العمل قال القوشجي صعد يعني عمر المنبر وقال أيها الناس ثلاث كن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا أنهى عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن وهي متعة النساء ومتعة الحج وحي على خير العمل ثم قال وأجيب بأن ذلك مما لا يوجب قدحا فيه فإن مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع (2).
أقول: هذا الكلام من أقبح القبائح وأفضح المفاضح وأوهن المغالطات وأسمجها وهو مناقض لما رد به النصوص على أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي التي ذكرناها في مناقضته حيث قال: " لو كان في مثل هذا الأمر الخطير المتعلق بأمر الدين والدنيا مثل هذه النصوص الجلية لتواتر نقله بين الصحابة ولم يتوقفوا في العمل بموجبه ولم يترددوا حين اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لتعيين الإمام وأنه كيف يزعم ذو مسكة أن الصحابة مع بذلهم مهجهم وذخائرهم وقتلهم أقاربهم وعشائرهم في نصرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خالفوه قبل أن يدفنوه مع وجود هذه النصوص القطعية الظاهرة الدالة على المراد " (3) فإنه جعل علة الرد لتلك النصوص وإنكار ورودها عدم

(١) قال ابن أبي الحديد بعد أن نقل تحريم المتعتين: " وهذا الكلام وإن كان ظاهرة منكرا فله عندنا أي المعتزلة مخرج وتأويل، وقد ذكره أصحابنا الفقهاء في كتبهم.
(٢) تجد البيان حول هذه المسألة في شرح نهج البلاغة ١٢ / ٢٥٢ والشافي للمرتضى ص ٢٥٦ فما بعدها والنص والاجتهاد لشرف الدين ص ٢٠٠.
(٣) نقل ذلك عن القوشجي السيد شرف الدين في النص والاجتهاد ص ٢٠٠ وشيخنا الأميني في الغدير ٦ / ٢٣٦ وللسيد الأمين في أوائل الجزء الأول من أعيان الشيعة تحقيق مهم في مسألة (حي على خير العمل) في الآذان.
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»
الفهرست