مراغمة لقول الله تعالى: [وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى] ثم افترق الحاضرون فمن قائل القول ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن قائل القول ما قاله عمر ذكر هذه الرواية ابن أبي الحديد مرارا وهي في صحاح كتبهم كالبخاري وغيره على اختلاف في الألفاظ وقد مضى هذا الكلام محقق بينا فيه بيانا وافيا وقررنا فيه تقريرا شافيا وإذا صدرت من عمر مخالفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ظاهرا مع قوته ونفاذ أمره كيف يبعد منه مخالفته في نصه على أمير المؤمنين وهو إنما قال ما قال لأنه فهم أن مقصد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الكتاب تجديد النص على علي (عليه السلام) وإشهاد الحاضرين فلما رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الاختلاف من الحاضرين حتى أنهم جعلوه ندا له في القول فجعلوهما كالمجتهدين المختلفين يذهب إلى قول كل منهما فريق عرف أنهم لا يجيبونه إذا نص ولا يعتنون بكتابه إذا كتب، فقال: (قوموا فاخرجوا عني فإنه لا ينبغي عند نبي تنازع) كما هو تمام الخبر وهذا أعجب الأمور وأغربها حيث يجعلون قوله: ندا لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويترددون في أيهما أصح وأيهما الأحق بأن يتبع حتى يترجح عند قوم منهم أن الصحة في جانب قول عمر وأن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس بصحيح وكيف لا يجترئ بعد ذلك على إنكار النص على علي (عليه السلام) وإبطاله لو أورده ومن تراه ينكر عليه اليوم وهم بالأمس صيرورة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ندا وقوله لقوله ضدا بل رجحوا قوله على قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا طائفة من المؤمنين وقليل ما هم فيا له من عجب عجيب، لا ينقضي التعجب منه أبدا وهذا يرشدك إلى صدق ما ندعيه الإمامية من التواطئ على إنكار النص، ودفع صاحبه.
ومنه رد عمر قول النبي (صلى الله عليه وآله) يوم الحديبية حين صالح قريشا فقال على م نعطي الدنية في ديننا وهذا رد على الله وعلى رسوله (صلى