(صلى الله عليه وآله) بعده، وخير الخلق والخليقة، فيكون أفضل الخلق حتى الأنبياء والملائكة لأنهم من جملة الخلق والخليقة الذين نص الخبر على أن عليا (عليه السلام) خيرهم، فكونه (عليه السلام) أفضل الصحابة أمر واضح ومع هذا إنا نعلم يقينا أن الخصال التي توجب الفضل والصفات التي تقتضي كثرة الثواب كلها حصلت له دون غيره واجتمعت فيه دون من سواه وفاق في جميعها كل الناس فيجب أن يكون أفضل بالضرورة وإلا لخرج المقتضى عن كونه مقتضيا وهو باطل، وها نحن نذكر استكماله في خصال الخير مفصلا ونأتي به مشروحا.
أما نسبه (عليه السلام): فهو النسب الجليل الذي لا يساجل (1)، والمجد الأثيل الذي لا يطاول، فإنه من السرو (1) من قريش، والصريح المهذب من قصى، والذروة من عبد مناف، والسلالة من هاشم، أبوه أبو طالب شريف قريش مانع الجار وحامي الذمار أمنع الناس جانبا، وأبلغهم حجة، وأثبتهم قلبا، وأفصحهم لسانا، وأوفاهم موعدا، وحمايته النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وغيرها تشهد له بذلك، وقال معاوية بن أبي سفيان في أبيات يخاطب بها عمرو بن العاص بعد قتل علي (عليه السلام).
نجوت وقد بل المرادي سيفه * من ابن أبي شيخ الأباطح طالب (2).