إفادة إيجاب الطاعة وإنما ذكرنا ما ذكرنا لبيان أن المودة في الآية لا يصح جعلها بمعنى الحالة المستلزمة للمتابعة لمكان المطلوبية ولا يطلب غير المقدور وإلا فالآية على الإطلاق تدل على مطلوبنا.
ومما يناسب المقام ما أخرجه السلفي عن محمد بن الحنفية في قوله عز وجل: [إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا] (1) أنه قال: لا يبقى مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي (عليه السلام) وأهل بيته، قال في الإسعاف: وذكر النقاشي في تفسيره أنها نزلت في علي (2) (عليه السلام) فيكون المراد أن محب علي وأهل بيته لا بد أن يكون مؤمنا، وأن المؤمن لا محالة يكون مودا لهم ومبغضهم ليس بمؤمن البتة فصح أن الإيمان لا يتم إلا بمتابعتهم، وما لا يتم الإيمان إلا بمتابعته فهو إمام بلا شك.
وما ورد بلفظ الاعتصام ما أخرجه الثعلبي في تفسير قوله تعالى:
[واعتصموا بحبل الله جميعا] عن جعفر الصادق أنه قال: (نحن حبل الله) وهو مناسب لما تقدم من جعل النبي (صلى الله عليه وآله) الكتاب والعترة حبلين ممدودين (3) وفي معناه ما رواه في الاسعاف عن جماعة من أصحاب السنن عن عدة من الصحابة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجئ ومن تخلف عنها هلك)، وفي رواية (غرق)، وفي أخرى (زج في النار) قال: وفي أخرى عن أبي ذر زيادة وسمعته يقول: (اجعلوا أهل بيتي منكم مكان