عقولا ولسانا ناطقا)، رواه ابن سعد (1) وروى هو وغيره عن أبي الطفيل قال: ل علي (عليه السلام): (سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل) (2).
أقول أنى يداني هذا من يقول أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله بالرأي فيخبر عن نفسه أنه لم يعرف معاني الكتاب ولم يستعلم أحكامه من النبي (صلى الله عليه وآله) ثم هو يتقدم على عالم الكتاب في إنفاذ أحكامه فيالله للعجب العجاب قال في المناقب سأل معاوية خالد بن يعمر فقال له علام أحببت عليا فقال على ثلاث خصال على حلمه إذا غضب وعلى صدقه إذا قال وعلى عدله إذا حكم (3).
وروي مشهورا أن معاوية قال لضرار بن ضمرة، صف لي عليا فقال:
اعفني فقال: أقسمت عليك لتصفه، قال: أما إذا كان كلا ولا بد فإنه والله كان بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من لسانه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل ووحشته، وكان غزير الدمعة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب، وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له، يعظم أهل الدين، ويقرب المساكين، لا يطمع القوى في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، قابضا على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا غري غيري، أبي تعرضت