منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع) - الشيخ علي البحراني - الصفحة ٤٤١
الله عليه وآله) بالرأي وهل ترى يعتقد في نفسه أنه أوثق في دين الله من النبي (صلى الله عليه وآله) وهو صاحب الدعوة ومقيم الملة وشارع الشريعة والمؤتمن على الوحي؟ فإن كان يعتقد ذلك فما قولك فيه، وإن كان يظن أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخطأ في الحكم حين صالح قريشا فماذا تجيب عنه؟ والنبي (صلى الله عليه وآله) لا ينطق في الأحكام عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ولا يتقول على الله تعالى ولا أدري كيف يوجه هذا؟ وكيف يجاب عنه، ويعتذر منه. وإن كان يعلم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو المصيب وأنه هو المخطئ فهو الرد على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله) وفي أدنى هذه المراتب ثبوت ما ندعيه من مخالفته النبي (صلى الله عليه وآله) (1).
ومنه: مخالفته النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما ذكره الخصوم عن أبي هريرة في قصة النعلين (2).
ومنه: مخالفته النبي (صلى الله عليه وآله) في وضع الدواوين والتفضيل في القسمة والعطاء.

(1) قد فصل القول في هذه القضية السيد شرف الدين (رحمه الله) في النص والاجتهاد ص 177 - 193 فحري بمن يريد الاطلاع الرجوع إليه.
(2) قصة النعلين رواها أبو هريرة ومجملها: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قام من بين أصحابه فاستبطؤه وكان أول من خرج في طلبه أبو هريرة فوجده في حائط لبني النجار فسأله: ما شأنك؟ فقال: أبطأت عنا فخشينا أن تقطع دوننا وأنا أول من فزع والناس ورائي، فقال: (يا أبا هريرة خذ نعلي هاتين فكل من لقيته وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة) فكان أول من لقيه عمر (رضي الله عنه) فأخبره بذلك فضرب عمر بصدره حتى أوقعه على أسته فرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) باكيا، قيل: وإنما فعل عمر ذلك كي لا يتكل الناس عليها ويتركوا العمل وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:
(دعهم يعملون) والقصة مفصلة في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 12 / 56.
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»
الفهرست