عليه وآله وسلم) ما ذكرناه فلا تناقض ولله الحمد.
ومنها ما رواه ابن أبي الحديد عن أحمد بن حنبل في كتاب الفضائل عن أنس بن مالك أنه لما كانت ليلة بدر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (من يستقي لنا ماء؟) فأحجم الناس فقام علي (عليه السلام) فاحتضن قربة ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل أن تأهبوا لنصر محمد وأخيه وحزبه، فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من يسمعه، فلما حاذوا البئر سلموا عليه من عند آخرهم إكراما له وإجلالا، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(لتؤتين يا علي يوم القيامة بناقة من نوق الجنة فتركبها وركبتك مع ركبتي حتى تدخل الجنة) (1).
قلت: ولهذا قال عبد الله بن العباس لما سئل عن علي (عليه السلام): ما أقول في رجل كانت له في ليلة واحدة ثلاثة آلاف منقبة، أو قال: فضيلة، (2) أراد بذلك تسليم الملائكة عليه تلك الليلة وهم كانوا ثلاثة آلاف ملك بنص القرآن، وتسليم كل ملك عليه منقبة فلله در ابن عباس في فطنته ومعرفته بالتأويل، ويا له فضلا حازه أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يسبقه فيه سابق ولا يلحقه لاحق وهو به لحقيق وبنيله لخليق فهو المؤهل من الله للإمارة كما يشير إليه تسليم الملائكة عليه لا من قال فيه ابن أبي الحديد الذي هو من شيعته ومواليه حيث قال مشيرا إلى علي (عليه السلام) وإليه.
ولا كان يوم الغار يهفو جنانه * حذارا ولا يوم العريش تسترا (3)