أثره (1) انتهى.
ولما أتى عبد الله بن العباس عائشة بعد هزيمتها يوم الجمل رسولا من علي (عليه السلام) إليها في أمر فجعلت تعتل عليه وطفقت تفضل عمر بن الخطاب على علي (عليه السلام) فقال لها ابن العباس في كلام يطرى فيه عليا (عليه السلام): إنه والله أعلا منارا، وأحسن آثارا من أبيك ومن عمر (2)، فظهر من ذلك كله أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل الصحابة وأكثرهم ثوابا وأجمعهم لخصال الخير، وما ذكرناه قد أقر به الخصوم، ومن كتبهم أخذنا ما ذكرنا.
ومن جملة ما خصه الله به من المزية كون مولده في الكعبة الغراء على الرخامة الحمراء فقد أجمع الشيعة على أن عليا (عليه السلام) ولد داخل الكعبة كما وصفنا ونقلوه متواترا عن أهل بيت النبوة الذين هم مع القرآن لا يفارقهم ولا يفارقونه ورواه من أهل السنة، أبو المعالي الفقيه المالكي في كتاب المناقب عن علي بن الحسين قال كنا عند الحسين في بعض الأيام وإذا بنسوة مجتمعات فأقبلت امرأة منهن علينا فقلنا من أنت رحمك الله قالت: أنا زبدة ابنة العجلان من بني ساعدة، فقلت لها: هل عندك من شئ تحدثينا به؟ قالت: أي والله حدثتنا أم عمارة بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان الساعدي أنها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذا قبل أبو طالب كئيبا حزينا، فقلت له: ما شأنك؟ قال: إن فاطمة بنت أسد في شدة من الطلق، ثم أخذ بيدها وجاء بها إلى الكعبة فدخل بها، وقال اجلسي على اسم الله فطلقت طلقة واحدة فولدت غلاما نظيفا منظفا لم أر أحسن منه