النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه خطب الناس يوم جمعة فقال: (أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها - إلى أن قال - أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرباها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب) (1) الخبر والمحبة تستلزم المتابعة كما ذكرنا من قبل بل إذا كانت مأمورا بها كما هنا كانت هي نفس المتابعة لا غير، وسيأتي ما يوضح هذا المقام بأتم إيضاح فدلالة الخبر على وجوب التمسك بعلي (عليه السلام) ظاهرة غاية الظهور، فهو الإمام الواجب اتباعه بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) وإلا فلا فائدة في التمسك به إذا كان المتبوع في الأمر والنهي غيره بل لا تمسك به على هذا بالمرة وإنما المتمسك به ذلك المطاع المتبع وهو غيره على قول الخصوم وهو (عليه السلام) مأمور عندهم باتباع ذلك الغير فأين إذن وجوب التمسك بأمير المؤمنين (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) الذي صرحت به أخبارهم ونصت عليه رواياتهم الصحيحة مما ذكرناه هنا وغيره؟
فلازمهم أما رد الأخبار وتكذيبها ولا سبيل لهم إلى ذلك، أو الإقرار بأنها نص في إمامة علي (عليه السلام) من بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبطلان إمامة غيره؟ وهو المراد والتأويلات الفاسدة مردودة مع أنها في المقام مفقودة.
وأما ما ورد بلفظ الولي: فمن القرآن قوله: [إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون] (2) وهي عند المفسرين نازلة في أمير المؤمنين (عليه السلام) حين تصدق في ركوعه بخاتمة على السائل، ورووا ذلك عن أبي ذر (رضي الله عنه) وعن عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) ورواه عنه المحدثون من الخصوم أيضا