وقال ابن أبي الحديد قال محمد بن إسحاق في كتاب المغازي لم يعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحدا من المسلمين ما كان عزم عليه من الهجرة إلا علي بن أبي طالب وأبا بكر بن أبي قحافة أما علي (عليه السلام) فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبره بخروجه وأمره أن يبيت على فراشه يخادع المشركين عنه ليروا أنه لم يبرح فلا يطلبوه حتى تبعد المسافة بينهم وبينه وأن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الودائع التي عنده للناس وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) استودعه رجال من مكة ودائع لهم لما يعرفونه من أمانته وأما أبو بكر فخرج معه (1) انتهى. وهذا الفعل من النبي (صلى الله عليه وآله سلم) فيه إشارة ظاهرة إلى أن عليا (عليه السلام) هو القائم مقامه فيما ينوبه والمؤدي عنه إذا غاب ما يلزم عليه أداؤه في حضوره فهو خليفته في جميع الأمور وأين غيره من هذين الأمرين وأين يقعون في منزلة هذين الموضعين كلا بل ليس لهما إلا أبو حسن على صلوات الله وسلامه عليه.
ومن الأفعال التي أبان بها الرسول (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) وأظهره بفضل لا يدانيه فيه أحد تركه بابه مفتوحا إلى المسجد حين سد أبواب الصحابة مع إخباره أن ذلك عن أمر الله تعالى والأمر فيه مشهور (2).
قال ابن أبي الحديد الحديث العشرون كانت لجماعة من الصحابة أبواب