في خطبته المشهورة ألا أن محمدا قد مات ولا بد لهذا الدين ممن يقوم به. فبادر الكل إلى قبوله ولم يقل أحد أنه لا حاجة إلى ذلك بل اتفقوا عليه، وبكروا إلى (سقيفة بني ساعدة)،. تركوا أهم الأشياء وهو دفن رسول الله (ص)، وهكذا في شرح العقائد (1) وزاد: وكذا بعد موت كل إمام لأن كثيرا من الواجبات الشرعية تتوقف عليه، كما أشار إليه بقوله: والمسلمون لا بد لهم من إمام يقوم بتنفيذ أحكامهم، وإقامة حدودهم وسد ثغورهم وتجهيز جيوشهم وأخذ صدقاتهم وقهر المتغلبة، والمتلصصة، وقطاع الطرق، وإقامة الجمع والأعياد، وقطع المنازعات الواقعة بين العباد، وقبول الشهادات القائمة على الحقوق، وتزويج الصغار الذين لا أولياء لهم، وقسمة الغنائم، ونحو ذلك من الأمور التي لا يتولاها آحاد الأمة (2).
وفي منهاج السنة: الإمام الحق هو الذي استجمع شرائط خمسة من الإسلام، والحرية، والعقل، والبلوغ، والعدالة، وصار إماما ببيعة جماعة من المسلمين، وهم رضوا بإمامته وهو يريد إعلاء كلمة الإسلام، ومعونة المسلمين، ويؤمن به دماءهم، وأموالهم، وفروجهم، ويأخذ العشر، والخراج على الوجه المشروع، ويعطي العلماء والخطباء والقضاة والمفتين والمدرسين والمتعلمين والحافظين وغير ذلك من بيت المال، ويكون عدلا مأمونا مشفقا على المسلمين، ومن لم يكن كذلك فهو ليس بإمام حق فلا يجب إعانته بل يجب قتاله والخروج عليه.
قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير: إن كل جمع وقرن يحصل في الدنيا فلا بد وأن يحصل فيهم واحد يكون شهيدا عليهم، أما الشهيد على الذين كانوا في عصر رسول الله فهو الرسول بدليل قوله تعالى " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " وثبت أيضا أنه لا بد في كل زمان بعد زمان الرسول من الشهيد فحصل من هذا أن عصرا من العصور لا يخلو من شهيد على الناس وذلك الشهيد لا بد وأن يكون غير جائز الخطأ وإلا لافتقر إلى شهيد آخر، ويمتد ذلك إلى ما لا نهاية وذلك باطل، فثبت أنه لا بد في كل عصر من أقوام تقوم الحجة بقولهم (3).
وفي الصواعق: إن الأمة قد جعلت أهم المهمات بعد وفاة النبي (ص) نصب الإمام حتى قدم على الدفن، وكذا بعد موت كل إمام (4).
وفي السيرة الحلبية: والصحيح أنه مكث بقية يوم الاثنين، وليلة الثلاثاء، وبعض ليلة الأربعاء، وكان السبب في تأخره ما علمت من اشتغالهم ببيعة أبي بكر حتى تمت (5).
وفي الصافي: في المجمع، والقمي عن الصادق (ع): لكل زمان وأمة إمام يبعث كل أمة مع إمامها (6).
والقول بنفي ضرورة الخليفة أو تقييد كون الخليفة بزمان خاص ادعاء بلا دليل قال الله تعالى