عن الكتاب والمؤلف حاز كتاب (فلك النجاة) شهرة واسعة حال صدوره منتصف عام 1925 م باللغتين: العربية (وهو النص الأصلي الذي كتب به)، والأوردية مترجما من قبل أحد تلامذة المؤلف.
والسبب الرئيس في شهرة الكتاب أن مؤلفه ومترجمه (وهما من الشخصيات السنية الكبيرة) انتقلا كلاهما من المذهب (الحنفي) إلى المذهب (الإمامي) الاثني عشري.
ومؤلف الكتاب هو المولوي الحافظ، ممتاز الأفاضل والأماجد علي محمد فتح الدين الحنفي المتولد في أحد العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر الميلادي في مدينة (جنك) بالبنجاب.
قرأ القرآن الكريم، وحفظه في سن مبكرة من حياته، وتولع بدراسة الحديث النبوي الشريف حتى أصبح من كبار حفاظ عصره المشتهرين في حفظ المتون والأسانيد، وروايتها، وكان يكرر قوله " إذا فقدت جميع كتب الروايات فأنا أستطيع أن أمليها من حافظتي ".
أما سبب انتقاله من المذهب الحنفي إلى المذهب الإمامي فقد كان خاضعا لحوارات طويلة جرت بينه وبين تلميذه الحكيم المتبحر أمير الدين ابن الحافظ محمد مستقيم الحنفي.
كان أمير الدين مثقفا بالثقافة الدينية المذهبية السنية، ومتبحرا بقراءة كتب التاريخ والرجال وعلم الحديث والتفسير، ومضافا إلى ولعه العلمي هذا، كان طبيبا على نمط القدامى من الأطباء التقليديين.
وشاءت الصدف أن يحل أحد علماء (هرات) الأفغانيين الشيعة وهو الشيخ عبد العلي الهروي المتوفى سنة 1342 ه / 1922 م ضيفا للسكنى في مدينة (سركوتها) بالبنجاب، فأحدثت هذه الزيارة صلة بين الحكيم أمير الدين والعلامة الهروي. ونظرا للثقافة الواسعة التي تميز بها الحكيم أمير الدين فقد كان مؤهلا بالدخول مع الهروي في مناقشات مذهبية صريحة للوصول إلى نتائج الاختلاف بين الفرق الإسلامية في مسائل اعتقادية بعد غربلة كتب التفسير والحديث والرجال والتاريخ، وانتهى المطاف بتبني الحكيم أمير الدين للمذهب الإمامي، والانتقال إليه من المذهب (الحنفي).
كان ذلك نهاية العقد الأول من القرن العشرين الميلادي.
وبفعل صلة التلمذة بين الحكيم أمير الدين والشيخ علي محمد فتح الدين فقد جرت حوارات بينهما انتهت بالحافظ علي محمد أن يقوم بدراسة التشيع على أسس علمية بحتة غير خاضعة للمؤثرات المتوارثة وقد شرع بذلك عام 1330 ه / 1911 م. وبعد ما يقرب من العقد (وبالتحديد في شهر رمضان سنة 1340 ه / 1921 م) بدأ الحافظ فتح الدين بتسجيل قناعاته في كتاب مستقل سماه (فلك النجاة في الإمامة والصلاة).