حمار، وأحرقوه بالنار.
ولما بلغ معاوية قتله أظهر الفرح والسرور، وبلغ عليا قتله وسرور معاوية فقال: جزعنا عليه على قدر سرورهم لا بل يزيد أضعافا. ولما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جرعا شديدا، وقنتت دبر الصلاة تدعو على معاوية وعمرو ولم تأكل من ذلك الوقت شواء حتى توفيت، (إنتهى ملخصا) (1).
وفي حياة الحيوان: ذكر ابن خلكان وغيره أن علي بن أبي طالب ولى محمد بن أبي بكر الصديق مصر فدخلها سنة سبع وثلاثين، وأقام بها إلى أن بعث معاوية ابن أبي سفيان عمرو بن العاص في جيوش أهل الشام (إلى أن قال) فأمر معاوية (ابن خديج) وكان من عسكر عمرو بن العاص فدخلوا على (محمد) وربطوه بالحبال، وجروه على الأرض، وأمر معاوية أن يجر في الطريق، وأمر به أن يحرق بالنار في جيفة (حمار). ووجد عليه علي بن أبي طالب وجدا عظيما. وقال: كان لي ربيبا وكنت أعده ولدا ولابني أخا. وذلك لأن عليا كان قد تزوج أمه أسماء بنت عميس بعد وفاة الصديق ورباه، (إنتهى ملخصا) (2).
في نهج البلاغة: كان (محمد) إلى حبيبا، وكان لي ربيبا (3).
وفي البهجة حاشية نهج البلاغة: أم محمد هي أسماء بنت عميس، وكانت عند جعفر ابن أبي طالب ولما قتل جعفر يوم (مؤتة) تزوجها أبو بكر فولدت له محمدا، ثم تزوجها أمير المؤمنين، ونشأ محمد في حجره، ورضع الولاء والتشيع.
ومنها: تولية زياد على الكوفة، قال المسعودي في المروج، والبيهقي في المحاسن والمساوي:
جمع (زياد) الناس بالكوفة بباب قصره يحرضهم على لعن علي، فمن أبى ذلك عرضه على السيف (4).
فصل: نبذة من حالات بعض الصحابة هل يجوز ذكر الجرح عليهم، والتعديل لهم؟!
فنقول: يجب أن نفتش أحوالهم كما هو جار في أحوال سائر الرواة، لما قال الحافظ عبد العزيز في " كوثر النبي " (5): وعن ابن سيرين، قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. (رواه مسلم والترمذي في الشمائل)، لأن كل من حضر عند النبي (ص)، وأظهر إسلامه ليس بصحابي في الحقيقة وليس بمؤمن، وإن كان مؤمنا فليس بمعصوم بحيث لا يصدر عنه ذنب مطلقا كما لا يخفى لأن من بقي بعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) قد كان مائة ألف وأربعة عشر ألف ممن