فاختار بعلك وأوحى إلي أن أنكحك إياه يا فاطمة ونحن أهل البيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحد قبلنا ولا يعطها أحدا بعدنا أنا خاتم النبيين، وأكرمهم على الله وأحب المخلوقين إليه وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك ومنا من له جناحان أخضران يطير بهما في الجنة مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما والذي بعثني بالحق - خير منا يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منا مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا يبعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفة (1) يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوله ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا " (2).
وفي هذا الحديث الشريف تسلية من النبي صلى الله عليه وآله إلى بضعته سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة عليها السلام عما تعانيه من الأسى الشديد والحزن العميق على فراق أبيها الذي هو عندها أعز من الحياة فقد بشرها بما أعد الله له من الكرامة والفضيلة والمقام العظيم وكذلك لزوجها باب مدينة علم النبي الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ولولديها سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام ثم بشرها بأن المهدي المصلح العظيم عليه السلام هو من ذريتها وقد سرت بذلك وانجاب عنها ما ألم بها من فادح الحزن.
10 - روى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال: قلت: " يا رسول الله أمنا آل محمد أم من غيرنا؟، قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا بل منا بنا يختم الله الدين كما فتح الله بنا، بنا ينقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخوانا، كما ألف بنا بين قلوبهم بعد عداوة الشرك وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخوانا كما أصبحوا بعد عداوة الشرك