قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا أن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر فقام إليه جابر بن عبد الله فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ قال إي وربي ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ثم قال يا جابر إن هذا أمر من أمر الله وسر من سر الله فإياك والشك فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر " (1).
وألمع هذا الحديث إلى قلة المؤمنين بالإمام المهدي عليه السلام في حال غيبته وأنهم قلة نادرة كالكبريت الأحمر وأن غيبته امتحان للعباد وتمحيص لهم فلا يؤمن به إلا من امتحن الله قلبه للإيمان وهداه إلى الصراط المستقيم.
إن غيبة الإمام عليه السلام ووقت ظهوره سر من أسرار الله تعالى لم يطلع عليها أحد من عباده كما أنه من المؤكد أن الشاك فيه أو المنكر لوجوده لا نصيب له من الإسلام حسب ما دل عليه هذا الحديث وغيره.
6 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.. " (2).
إن الدنيا لا تذهب ولا تزول حتى يحكم قائم آل محمد عليه السلام فينشر العدل ويبسط الأمن والرخاء ويحقق جميع ما جاء به الأنبياء عليهم السلام من رفع كلمة التوحيد وتدمير الشرك والإلحاد.
7 - روى حذيفة بن اليمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: " ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة يقتلون ويطردون المسلمين إلا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقى يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه فإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يعيد الإسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد وهو القادر على ما يشاء أن يصلح الأمة بعد فسادها.
يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي يظهر الإسلام ولا يخلف وعده وهو على وعده