والمعاصي أموال المسلمين هؤلاء أرشدكم الله الأئمة المهديون الراشدون الذين قضوا بالحق وبه يعدلون بذلك يقف خطيب جمعتهم وبذلك تقوم صلاة جماعتهم ".
وأعرب الخوارزمي في هذه الكلمات عن مثالب بني العباس وأنها أفظع بكثير من موبقات بني أمية وجرائمهم فقد أنفق العباسيون أموال الأمة على شهواتهم وملاذهم ولياليهم الحمراء في حين أن الغالبية الساحقة من الشعوب الإسلامية قد نهشها الجوع والبؤس والحرمان ومن الغريب أن تضفي الألقاب الكريمة والنعوت الحسنة على أولئك الملوك فيقال عنهم إنهم أئمة مهديون يقضون بالحق وبه يعدلون.
وبهذا ينتهي بنا المطاف في الحديث عن هذه الرسالة التي هي من أوثق البنود السياسية قد حكت بصورة صادقة وموضوعية ما عاناه السادة العلويون وشيعتهم من المآسي والكوارث المدمرة من حكام الأمويين والعباسيين وهي تلقي الأضواء على السبب في اختفاء الإمام المنتظر عليه السلام وحجبه عن الناس وفيما أحسب أن من الأسباب الرئيسية التي دعت إلى فرض الإقامة الجبرية على الإمامين الزكيين الإمام علي الهادي ونجله الإمام الحسن العسكري عليه السلام في (سامراء) وإحطاتهما بقوى مكثفة من الأمن رجالا ونساء هي التعرف على ولادة الإمام المنتظر لإلقاء القبض عليه وتصفيته جسديا فقد أرعبتهم وملأت قلوبهم فزعا ما تواترت به الأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وعن أوصيائه الأئمة الطاهرين أن الإمام المنتظر هو آخر خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه هو الذي يقيم العدل وينشر الحق ويشيع الأمن والرخاء بين الناس وهو الذي يقضي على جميع أفانين الظلم ويزيل حكم الظالمين فلذا فرضوا الرقابة على أبيه وجده وبعد وفاة أبيه الحسن العسكري أحاطوا بدار الإمام عليه السلام وألقوا القبض على بعض نساء الإمام الذين يظن أو يشتبه في حملهن كما ذكرنا ذلك بصورة مفصلة في البحوث السابقة فهذا هو السبب الرئيسي في اختفاء الإمام عليه السلام وعدم ظهوره للناس وقد علل بذلك في حديث زرارة فقد روى أن الإمام عليه السلام قال: إن للقائم غيبة قبل ظهوره