أحرج الظروف وأقساها فقد كان النطع والسيف هو المصير لمن يذكر الأئمة الطاهرين بخير إلا أن أولئك الأبطال لم يحفلوا بما عانوه من القتل والتشريد في سبيل كملة الحق ويستمر الخوارزمي في رسالته فيقول:
" وكيف لا ينتقصون - أي الشعراء - قوما يقتلون بني عمهم جوعا وسغبا ويملأون ديار الترك والديلم فضة وذهبا يستنصرون المغربي والفرغاني ويجفون المهاجري والأنصاري ويولون أنباط السواد وزاراتهم وقلف العجم والطماطم قيادتهم ويمنعون آل أبي طالب ميراث أمهم وفئ جدهم يشتهي العلوي الأكلة فيحرمها ويقترح على الأيام الشهوة فلا يطعمها وخراج مصر والأهواز وصدقات الحرمين والحجاز تصرف إلى ابن أبي مريم المديني وإلى إبراهيم الموصلي وابن جامع السهمي وإلى زلزل الضارب وبرصوما الزامر واقطاع بختيشوع النصراني قوت أهل بلد وجارى بغا التركي والأفشين الأشروسني كفاية أمة ذات عدد والمتوكل يتسرى باثني عشر ألف سرية والسيد من سادات أهل البيت يتعفف بزنجية أو سندية وصفوة مال الخراج مقصور على أرزاق الصفاعنة وعلى موائد المخانثة وعلى طعمة الكلابين ورسوم القرادين وعلى مخارق وعلوية المغني، وعلى زرزر وعمر بن بانة الملهي ويبخلون على الفاطمي بأكلة أو شربة ويصارفونه على دانق وحبة ويشترون العوادة بالبدر ويجرون لها ما يفي برزق عسكر والقوم الذين أحل لهم الخمس وحرمت عليهم الصدقة وفرضت لهم الكرامة والمحبة يتكففون ضرا ويهلكون فقرا ويرهن أحدهم سيفه ويبيع ثوبه وينظر إلى فيئه بعين مريضة ويتشدد على دهره بنفس ضعيفة ليس له ذنب إلا أن جده النبي وأباه الوصي وأمه فاطمة وجدته خديجة ومذهبه الإيمان وإمامه القرآن... " وحفلت هذه القطعة ببعض المآسي التي عاناها العلويون والتي منها فرض الحصار الاقتصادي عليهم من قبل الطغمة العباسية فقد منعوهم من أبسط حقوقهم وضيقوا عليهم غاية التضييق حتى لم يجد العلوي ثوبا يستر بدنه ولا طعاما يسد رمقه في حين أن أموال الدولة تصرف على المغنين والعابثين والماجنين وقد ذكر الخوارزمي قائمة بأسمائهم وقد أنفقت الحكومات