(11) ويعرض هذا الكتاب إلى ما لاقاه السادة العلويون وشيعتهم من صنوف التنكيل والاضطهاد من حكام عصورهم، فقد قابلوهم بمنتهى القسوة والبطش، فقد وضع العباسيون العلويين وهم أحياء في جدران البيوت، وأقاموا عليهم البناء، كما ألقوا أطفالهم في حوضي (دجلة) و (الفرات) وكان وزراؤهم يتقربون إليهم في أيام الأعياد بتقديم رؤوس العلويين هدايا لهم أما ما لاقته شيعتهم ومحبوهم من العناء والقهر والظلم فلا يوصف لمرارته وقسوته.
وفيما أحسب أن ما عاناه العلويون من الجور أيام الحكم العباسي هو من أهم الأسباب في اختفاء الإمام المنتظر عليه السلام في أيام حياة أبيه الحسن العسكري عليه السلام وبعد وفاته فقد بذلت السلطة العباسية قصارى جهودها للبحث عنه لاعتقاله وتصفيته جسديا معتقدين أن زوال ملكهم على يده وسنعرض صورة في ذلك.
(12) ومن بحوث هذا الكتاب تحديد الزمان الذي يظهر فيه الإمام المنتظر عليه السلام حسبما دلت عليه الروايات وكذلك تحديد المكان الذي ينطلق منه صوت الحق وهو (مكة المكرمة) وفي البيت الحرام الذي فرض الله تعالى حجه على العباد.
كما أن من محتويات هذا الكتاب بيان سياسة الإمام عليه السلام ومنهج حكمه إذا ظهر فإنه يشيع الأمن والرخاء والاستقرار بين الناس ويريهم من صنوف العدل ما لم يشاهدوه في جميع فترات التاريخ.
ومن بنود هذا الكتاب البحث عن أصحابه، وما يتمتعون به من القابليات الفذة التي تجعلهم في طليعة المجاهدين والعظماء الذين يستعين بهم الإمام عليه السلام على ما يتبناه من نشر المبادئ الكريمة التي تسمو بالحياة الإنسانية هذه بعض مواد بحث الكتاب وقد ألمحنا لها بإيجاز.